كشف وزير الصحة المختار ولد داهي أن عدد المختصين في الأمراض الجلدية في موريتانيا لا يتجاوز 18 مختصا، مؤكدا أنهم كلهم يمارسون مهنتهم في العاصمة نواكشوط، في حين لا يوجد أي متخصص في الأمراض الجلدية بالداخل ما عدا مدينة نواذيبو التي يوجد بها متخصص واحد فقط.
وأشار ولد داهي خلال كلمة له في حفل تدشين مقر الهيئة الموريتانية لمكافحة الأمراض الجلدية مساء الثلاثاء إلى حجم الإنفاق المالي العائلي على علاج أبسط الأمراض الجلدية لمن قد يصابون بها داخل البلد، إذ يضطرون للسفر لنواكشوط والإقامة بها لفترات قد تطول لمتابعة العلاج.
وأضاف الوزير أن السكان في التجمعات شبه الحضرية والريفية لا يتوفر لديهم أي متخصص في الأمراض الجلدية، وأنهم في الغالب يتعايشون مع تلك الأمراض، لولا بعض الفرص التي قد تتاح بمناسبة انطلاق برنامج “المستشفى المتنقل” والذي يوفر الخدمات الصحية كالاستشارات، والأدوية، للسكان الذين هم خارج التغطية الصحية.
وتعهد وزير الصحة بأن يبذل قطاعه أقصى الجهد للاكتتاب أو التعاقد مع متخصصين بأمراض الجلد بالمستشفيات الجهوية خلال العام الجاري، مردفا أنهم سيواصلون نفس الجهد ليشمل باقي الوحدات الاستشفائية بكامل التراب الوطني.
وطالب الوزير جميع الشركاء في القطاع الصحي بمضاعفة الجهود، وبذل المزيد من التضحية، لكسب رهان الخدمة الصحية الجيدة بالوحدات الصحية العمومية والخصوصية، مؤكدا أنه مطلوب من ذوي القدرة بذل المزيد من الاهتمام، شاكرا تدخلات العديد من المنظمات الخيرية التي تضطلع بأدوار مقدرة علاجا ومؤازرة للمرضي.
وشكر وزير الصحة بشكل خاص الهيئة الموريتانية لمكافحة الأمراض الجلدية لما بذلته من جهد لتحقيق هذا العمل المهم، مضيفا أن هذا الجهد سيشكل إضافة مفيدة للجهود المبذولة، داعيا إلى السباق والتنافس في العمل الخيري عموما، والعمل الخيري في مجال توفير الصحة خصوصا.
ودشن الثلاثاء مقر الهيئة الموريتانية لمكافحة الأمراض الجلدية في نواكشوط، وتم إنشاؤه بالتعاون بين البنك الموريتاني للتجارة والصناعة والجمعية الموريتانية للأمراض الجلدية.
وتهدف الهيئة إلى تحسين ولوج السكان الأكثر هشاشة إلى علاجات جلدية ذات نوعية جيدة.
الرئيس المدير العام للبنك الموريتاني للتجارة والصناعة، مؤسس الهيئة الموريتانية لمكافحة الأمراض الجلدية، إسلمو ولد تاج الدين، أكد خلال كلمة بالمناسبة أن هدف الجمعية هو المساهمة في الولوج إلى الخدمات الطبية للمواطنين، تماشيا مع تطلعات الرئيس محمد ولد الغزواني.
وشكر ولد تاج الدين الدكاترة الحاضرين من البلدان المجاورة، وكذا أعضاء الهيئة الموريتانية لمكافحة الأمراض الجلدية لما بذلوه من جهد في تحقيق هذا الإنجاز خدمة للبلد.
عميد الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية البروفسير مامدو بال، نوه خلال كلمته بما شهده مجال الصحة من نقلة نوعية في الآونة الأخيرة، حسب تعبيره، مردفا أن ذلك انعكس بشكل إيجابي على حياة المواطن الموريتاني على امتداد التراب الوطني.
ونوه البروفسير بمساعدة الهيئة لأصحاب الأمراض الجلدية من خلال توفير الاستشارات المجانية والمتابعة الدقيقة من أخصائيين دوليين، مبرزا أن مجال الأمراض الجلدية ما زال يعتريه الكثير من النواقص.