قامت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024 بإجراء اختبار مسبق لصلاحية أول فحص لتشخيص عوز سداسي فوسفات الغلوكوز النازع للهيدروجين (عوز الفوسفات)، والذي يمكن أن يساعد في تقديم العلاجات الموصى بها من المنظمة بمأمونية للوقاية من الانتكاس الناجم عن عدوى المتصورة النشيطة.
ويمثل الاختبار المسبق لصلاحية فحص تشخيص عوز الفوسفات هذا خطوة كبيرة على طريق تيسير العلاج المأمون والفعال ضد ملاريا المتصورة النشيطة، ليؤكد مجدداً تفاني المنظمة في ضمان الإنصاف في إتاحة الحلول الصحية المنقذة للأرواح في العالم. وتحصد الملاريا أرواح نحو 000 500 شخص سنوياً، ومعظمهم من الأطفال.
وقد جاء الاختبار المسبق لصلاحية هذا الفحص مباشرة في أعقاب إجراء اختبار مسبق آخر في مطلع كانون الأول/ ديسمبر لصلاحية منتجين جديدين قوامهما التافينوكين لغرض استعمالهما للعلاج المضاد للانتكاس الناجم عن عدوى ملاريا المتصورة النشيطة، وهما علاجان يُوصى باستعمالهما في المبادئ التوجيهية المحدثة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الملاريا والمنشورة قبل بضعة أيام في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتعكس هذه المجموعة من الإجراءات التي اتخذتها المنظمة اعتماد المنظمة مؤخراً لعمليات متزامنة ومتوازية فيما يخص الاضطلاع بالوظيفتين الرئيسيتين التاليتين: وضع توصيات بشأن المنتجات الصحية الأساسية والقيام بدور الإشراف على اختبار صلاحيتها مسبقاً.
ومع أن هذه العمليات مستقلة تماماً على الدوام، فإن الهدف من مواءمتها هو التقليل بشكل كبير من الوقت اللازم لتزويد البلدان المنخفضة الدخل وتلك المنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط بالمنتجات الصحية الحيوية. ويؤكد هذا النهج المبسط التزام المنظمة بتحسين الإنصاف في مجال الصحة على الصعيد العالمي عن طريق تسريع وتيرة إتاحة المنتجات المنقذة للأرواح.
وملاريا المتصورة المنجلية متوطنة في جميع أقاليم المنظمة باستثناء الإقليم الأوروبي، وقد تسببت، بحسب التقديرات، في 9,2 مليون حالة سريرية في عام 2023. والمتصورة النشيطة هي من أنواع الطفيليات المسببة للملاريا السائدة في معظم البلدان الواقعة خارج نطاق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويؤثر عوز الفوسفات، وهو حالة وراثية، على أكثر من 500 مليون شخص. ومع أن معظم الناس لا يدركون أنهم مصابون به ويعيشون حياتهم من دون المعاناة من آثار سلبية جانبية، فإن بعض الأدوية المُعطاة للوقاية من الانتكاس الناجم عن ملاريا المتصورة النشيطة يمكن أن تسبب الإصابة بانحلال الدم الحاد (تدمير خلايا الدم الحمراء). ومن الصعب، بدون توفير فحص متاح وموثوق لكشف عوز الفوسفات، توفير علاجات مأمونة مضادة للانتكاس، ممّا يحد من الاستعمال الواسع النطاق لهذا العلاج الفعال.
وتحدثت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني المديرة العامة المساعدة لإدارة الأدوية والمنتجات الصحية في المنظمة قائلة: “إن الاختبار المسبق لصلاحية فحص إنزيم عوز الفوسفات لدى المرضى المصابين بملاريا المتصورة النشيطة يمكن أن يساعد البلدان على تعزيز إتاحة الفحوص المضمونة الجودة التي تمسّ الحاجة إليها، ممّا يمكّن من توفير العلاج المأمون والفعال ويكفل الوقاية من هذا النوع من الملاريا الانتكاسية. ولم تردنا حتى الآن أية طلبات أخرى بشأن الاختبار المسبق لصلاحية هذا النوع من الفحوص، ونحن نشجع بدورنا على تقديم منتجات إضافية لتوسيع نطاق أدوات التشخيص الفعالة المتاحة للبلدان التي تحتاجها.”
ومن جهته، تحدث الدكتور دانيال نغاميجي ماداندي مدير برنامج المنظمة العالمي لمكافحة الملاريا قائلاً: “يمكن أن يساعد توافر الفحص على نطاق أوسع في تعزيز الاستجابة العالمية للملاريا عن طريق تقليل عدد حالات العدوى بالمتصورة النشيطة الناجمة عن الانتكاس والحد بالتالي من انتقال العدوى من شخص إلى آخر.”
أمّا أجهزة الفحص القادرة على التمييز بدقة بين المرضى المصابين بعوز الفوسفات الذين تزيد معدلات نشاطهم على المستويات العادية أو تقل عنها، فهي أجهزة تزود الأطباء السريريين بمعلومات حاسمة الأهمية فيما يخص اختيار أنسب مقررات العلاج المضادة للانتكاس الناجم عن المتصورة النشيطة، بما يشمل أخذ البريماكين، سواء بجرعة قليلة أم كبيرة، وكذلك جرعة واحدة من التافينوكين.
وتمثل الأداة القياسية لتشخيص نظام عوز الفوسفات المصنعة من شركة SD Biosensor, Inc. حلاً شبه كمي ومتاح للمريض ومصمم لقياس معدلات نشاط أنزيم عوز الفوسفات، سواء في الشعيرات الدموية أم في أوردة الدم بالكامل. وهذا الجهاز معد لغرض استعماله في الأماكن المزودة بمختبرات وغيرها غير المزودة بها على حد سواء، وهو يعمل بالاقتران مع جهاز قياسي لتحليل عوز الفوسفات يُحمل باليد ويُحصل منه على نتائج في غضون بضع دقائق.